من جوف الحياة

مِن جَوفِ الحَياة


(قصة شباب مكافح)

إرتشف رشفة عمية مُحتَسِياً شايه .كانت السماء تمطر بالخرج , مسح الضباب عن زجاج النافذة . وأثناء مشاهدته للخارج مرت أمام ناظريه حياته الصعبة.

بالكاد استطاع عمر وعلي ترك كل الصعاب خلفهما , وأكملا حياتهما  بعزمٍ ونضج , بماضيهما المليء بالصعاب , بالقوة اللتي أضافاها لشخصياتهما . كان المطلب الوحيد  لعمر وعلي من الحياة هو حب الناس.

بالنسبة لهذين الصديقين , لم تكن تسعدهم النقود أو حياة الرفاهية .

كانا يعملان في دكان أحد المنَجِدين في بلدة صغيرة في منطقة جناق قلعة.

كان كلاهما في الرابعة عشرة .  يبدأ يومهما كل صباح بالخرق القماشية الممزقة اللازمة لتجديد الأرائك.  كان عمر يعامل علياً  كأخيه الأكبر رغم كونهما بنفس العمر .

كان يعلم تمام العلم أن علياً بأمَسِ الحاجة للحماية  والحب مثله تماماً.

إصطحبت خالة علي علياً للعيش معها بعد فقدانه لعائلته في زلزال غولجوك.

قدمت خالتة السدة نيغار الكثير من التضحيات كي يدرس , ولكن  علي لم يكن قد تجاوز الصدمة اللتي عاشاها  , ولم يستطع التأقلم مع المدرسة بأي شكل .

لم يكن زوج خالته يرغب ببقائه في المنزل أبداً , لكن خالته كانت تقف ضد زوجها دوماً , فقد كانت تفكر بمستقبل  علي.

أرسلت خالة علي-  السيدة نيغار -  اللتي قد أدركت أنه لن يدرس ويصبح ذا وظيفة , علياً ليعمل كصبي في محل المُنَجِد الصغير ذا الطابق الواحد بسبب خوفه من الأماكن ذات الطوابق , فقد أرادت أن يكون صاحب صنعة هكذا علي الأقل.

أما نعمان صاحب الدكان فلم يكن يكترث لأمر علي . لم يكن يحسن معاملة هذين الصبيين اللذان يعملان معاه . كان يجعلهما يعملان لأوقات متأخرة ,ويعطيهما أجراً أسبوعيا خسيساً.

كان ليقطع ثمن السميت الذي كان يقدمه للصبيين كغداء , من راتبيهما  إذا وجد سيبلاً لذالك . ولكن الصيببن كانا يعملان بجدٍ ويفعلان ما يأمرهما بها معلمها.

ولكن حدث في أحد الأيام أن تلقي عمر صفعة قوية من معلمه نعمان , ولم يعطه طعام الغداء كعقاب له .

كان عمر - حينما لا يتواجد معلمه -  يتصل باخته الصغري اللتي تكون وحيدة في المنزل , كانه هو أيضاً مهتما بحالها بقدر إهتمام والدته.

وفي أحد الأيام أمسك به معلمه متلبساً وعاقبه . ومن الغريب انه لم يخصم من رابته الأسبوعي .  لو لم يسمع الطفل الصغير الذي يعمل في دكان السميت المجاور  , حديث نعمان وعلي وأخبر به ,لما علم عمر سبب خصم  نعمان لراتبه الأسبوعي.

حيث توسل علي لمعلمه قائلاً " خذ راتبي بدل منه" .

 أصبح علي أخاً لعمر بدئاً من هذا اليوم.

كان عمر يجد نفس المنظر في كل مساء يعود فيه للمنزل , يكون أبوه قد شرب طوال اليوم , ونام بصورة غربية .

كان الوجه المتعب المصاب بالأرق لوالدته رقية يحزنه كثيراً.

كان رقية مرأة مجتهدة , ذكية وحسناء . كانت شديدة الإهتمام بمنزلها وأطفالها .

ما العيب في ذالك ؟  كان المصنع اللذي تعمل فيه يعطيها الحد الأدني للأجور , وكانت السيدة رقية تذهب لتنظيف السلالم في الوقت المتبقي من اليوم .

كانت تعمل بأقصي جهدها دون راحة. أما زينب أخت عمر فكانت طفلة شديدة الذكاء في السادسة من عمرها .

كانت تساعد والدتها بقيامها بكل الأعمال التي كان بإمكانها إنجازها في المنزل طوال اليوم . حتي هذة الطفلة الصغيرة كانت تخشي والدها وتكرهُه.

لم يفهموا أبدأ لماذا يحزنهم هذا الرجل هكذا .

تنتظر عودة أخيها ووالدتها كل يوم , كانت تحاول أن تنفذ كل ما قيل لها وكل ما نُبِهَت به.  كانت تود أحيانا الخروج واللعب خارجاً , ولكنها لم تكن تخرج  خشية أن يصيبها شيء ما .

 يشرب سِيدات والد عمر طوال النهار , ويحطم ويسكب كل شيء عند قدومه للمنزل . ثم يغفو في إحدي الزوايا . كان ينام حتي الصباح .

وفي أحد الأيام عند قدوم عمر للمنزل , لاحظ بكاء والدته المكتوم وأدرك أنها قد تعرضت للضرب من الكدمات البنفسجية علي جسدها .

لم يستطع أن تصديق كون أباه شخص كهذا .  كيف له أن يفعل هذا ؟ ضم قبضتيه بحنق وكان يمنع نفسه بصعوبة عن قول شيء له.

كان شديد الغضب لحصوله علي أب كهذا.  كان يستطيع قراءة عجز والدتة من تعابير وجهها . ولكن لم تكن بيده حيله.

لقد حسمت رقية قرارها . ستؤجر منزلاً صغيراً وستطلق زوجها.  كانت تقول لنفسها مفكرةً "ليس لدي ما أخسر" , "وأما عمر فقد إقترب من مرحلة الشباب" .

وعند قدوم عمر ذالك الصباح , رأي والدته تتحدث مع نعمان .  بعد إنتهاء الحديث جائت رقية ناحية عمر قائلة " بني, عندما يخرج والدك من المنزل اليوم , سنحمل أشيائنا , فقد أصبح والدك في وضع لا يمكن إحتماله. سيساعدنا المعلم نعمان بشاحنته . هيا لنذهب"

لم يُبد عمر أي إعتراض. وقال " حسناً يا أمي , أنا معكِ , ليكن كل ما تشائين. فأنا أيضا لم أعد قادراً علي تحمل ما جعلنا نعانيه. أحيانا أقلق بشأنه وأذهب تحت الجسر  لأراه عن بعد في الخفاء.  الشيء الوحيد اللذي يفعله طول اليوم هو الشرب , إنه لا يكترث لنا . هذا هو الحل الأمثل "

نقلو أمتعتهم من المنزل طوال النهار . واستقروا في منزلهم الجديد . ربما يجدهم والدهم هنا أيضا ولكن لا يهم . ستكون هذة بداية جديدة لهم .

* * *

كبرت زينب سنة وإنضمت للمدرسة.  سجلوا قيدها في المدرسة المقابلة لمنزلهم تماماً.

لم تبْد زينب سعيدة , لكنها  لقد بدأت في الدراسة حديثاً , ستُكَون صداقاتِ كثيرة مع الوقت.

مر الكثير من الوقت ولم تتلق أي خبر عن والدها .

ربما قد نما في قلبها القليل من الشفقة . ربما هي أيضاً تظن أن الوضع هكذا سوف يكون أفضل .

في أحد الأيام جاء الطفل - الذي يعل في مخبز السميت بجوار ورشة المنجد – شاحب الوجه قائلا " عمر , عمر ! أبوك , لقد مات أبوك!".

تجمد عمر في مكانه في تلك اللحظة.  لم يتصل والده ليسئل عن احوالهم ول يتقابلوا في السنتين الماضييتين , لم يخطر علي باله أنه سيوت .

قال الطفل "تعال , تعال"," لقد أخبرني معلمي بهذا,تعال وتحدث معه إن أردت !" ذهب عمر إلي المخبز راكضاً.  قال المعلم " عمر! يقولون أن والدك توفي يا بني . تعال لنذهب ونرَ سوياً إذا أردت ".

خرجا ....

وعند وصولهما إلي منطقة تشاي , كان والده مستلقياً علي الارض غارقاً بدمائه .

كانت الشرطة قد أحاطت مسرح الجريمة بشريطٍ أحمر .لم يُمَكِنوا  أي شخص من الإقتراب .

تشاجر والده مع أحد السكيرين علي شاكلته فقطع صديقه رقبته بزجاجة المشروب .

مات في تلك البقعة بعد ان صادف جرحه الوريد . لم يستطع  أحدٌ التدخل .

كان الناس يعلقون قائلين "لقد جني ما حصد" .

قال المعلم "تعال" , "لنذهب من هنا". إتصل عمر بوالدته وأخبرها بما حدث.

أخذوا جنازته من المشفي في اليوم التالي . قاموا بواجبهم الاخير تجاه والدهم.

لم يستطيعوا إخبار زينب . سوف تعرف ما حل بوالدها يوما ما علي اي حال .

* * *

زاد الحِمل علي عاتق عمر يوماً بعد يوم.

بدأ نعمان في معاملة عمر و علي بشكل أسواء في كل يوم . ولكن عمر كان ينسي كل هذا عند قدومه للمنزل.  كانت البسمة المفعمة بالحب علي وجه زينب ووالدته تٌذهب كل تعبه.

قال عمر "أماه". "أنتِ تتعبين كثيراً في أعمال التنظيف وفي المصنع, علي الأقل لا تذهبي للتنظيف بعد الان . إنظري إلي هذا الإقتراح اللذي سأقوله لكِ . لقد أصبح علي كأخي . صهره لا يريده في المنزل , علي تعيس هناك . ماذا لو نأخذه ليعيش معنا, خالته مرأة متفهمة جداً. وتعلم جيداً كم أهتم لأمر علي وأقدره . لن تعارض ذالك"

لم تفكر رقية حتي . كان تعلم تمام العلم أن علي طفل جيد , يحتاج حب العائلة.

قالت"حسناً  , سأتكلم مع خالته , لا تقلق" .  أما علي فكان راضياً  علي عرضٍ كهذا منذ الأمس .

في هذا اليوم كانت الخالة نبية زوجة نعمان  قد أعدت أطعمة شهية.

كانت تنشئ محادثة لطيفة مع الصِبية بينما يكون نعمان في صلاة الجمعة.

لم يكن نعمان يعترض علي إحضار زوجته الطعام في أيام الجمعة لكونها أياماً مباركة.

كانت الخالة نبية مرأة محبوبة . تعامل الأطفال بشكل جيد علي عكس نعمان , حتي أنها كانت تقدم هدايا للأطفال اللذين تراهم في الطريق, محاولة إسعادهم.

كانت هي من إستطاعت إقناع خالة علي , كانت تجعل كل شيء يسي بسهولة.

أخذوا علياً ليعيش معهم , لقد أصبحا (الصديقان) يعيشان معاً منذ الان.

كان معلمهم المنجد يري شدة براعة عمر وعلي , كانا يريان أن كل منهما سيكون منجداً محترفاً في المستقبل.

بالنسبة لزينب فقد كانت مجتهدة في المدرسة , لقد وجت الطمأنينة  الان .

أما رقية فقد كان نُضجُ طفليها كبشر أسوياء ناجحين بعد معاناة  العديد من المئاسي يجعلها أسعد أم علي وجه الارض.

وقد كان من الجيد ضمهم لعلي كجزء من العائلة . كان علي شديد السعادة لكونه وسط أُناس مفعمين بالحب مثل هؤلاء حتي وإن حمل في فؤادة ألم عائلته.

كان يوما شتوياً بارداً . لم يشتر نعمان فحماً كالمعتاد . كانوا يعملون مستعينين بالخرق القماشية البالية وقطع الأخشاب للتدفئة. ليت المعلم في مخبز السميت المقابل يكون معلمهم.  كان علي وعمر يريان الأطفال اللذين يعملون عنده في سعادة دوماً حينما يرسل لهما سميتاً بين الفينة والأخري.

كانت أعمال الورشة تسير علي مايرام رغم الشتاء القارص. في الواقع كان لنعمان زبائنه في كل وقت.

في يوم من الأيام كان من المقرر تسليم الأرائك في القريبة الجبلية. قام علي وعمر بحملهم.

إنطلق نعمان في طريقه دون تثبيتها بسلاسل رغم إصرار الجيران البائعين.

أصلا ليقولوا ما يشائون فهو يفعل ما يحلو له. وفي النهاية وقع ما كانوا يخشون وقوعه. كانت الطرقات مُثلِجة وغير ممهمدة .  إنزلقت الشاحنة وتدحرجت إلي الوادي. عند تأخر نعمان في العودة , أخبرت الخالة نبية علي وعمر في قلق شديد.

إستدعوا الباعة جيران نعمان وبعد محاولات بحث واسعة  إستطاعوا إيجاد  شاحنة نعمان مدفونة تحت الثلوج.

لم يُعَد الوقت متأخراً , كان نعمان علي قيد الحياة. تنفس الجميع الصعداء وفرحوا.

فرحوا, ولكن كان ذالك الخبر المفجع أثناء حمله للمشفي , أسوء من الموت.

كُسرت فقراتُ ظهرِ نعمان وأُصيبَ بِالشَلل. سيقضي بقية حياته طريح الفراش.

وهناك حقيقة مؤلمة أخري , لم تكن هذة مُطَمئنَة علي الإطلاق. لقد تضررت فقرات رقبة نعمان أيضاً ,ولم يَزُل الخطر علي حياته بعد.

لم يترك علي وعمر خالتهما نبية وحيدة في أيامها الصعبة أبداً.

بقي معلمهم طريح الفراح حوالي الشهرين. عندما رأي نعمان كيف أكملا أعماله بكل إخلاص وتجولهم كل يوم معه ملبيين كل إحياجاته, لم يكن ليسامح نفسه أبدا علي معاملته السيئة لهذين الطفلين الرائعين. كان إمتنانه يُفهَم من نظراته حتي وإن لم يتكلم.

كان الطفلان لا يُقصِران في اعمال الورشة , يفعلان كل ما بوسعهما , ولكن كان الاوان قد فات بالنسبة لنعمان , كان وضعه يزداد سوئا يوما بعد يوم.

وفي صباح احد الأيام عند ذهاب الاطفال ليصطحبوه للتجوال , أخبرتهم الخالة نبية بالخبر المؤلم وعينيها تدمعان.

لقد مات نعمان .......

كان وقع خبر وفاة نعمان علي عمر وعلي بقدر وقعه علي الخالة نبية.

فقد كانت ورشة التنجيد هي باب رزقهم بعد كل شيء.

 لقد انجزا أعملا ممتازة دون أن يشعرا الزبائن بغياب معلمهم لأشهر , ولكن الخالة نبية كانت ستغلق الدكان عاجلاً او اجلاً.  عليهما ان يبدئا بالبحث عن عمل جديد من الان.

وفي أحد أيام الجمعة التالية , جائت السيدة نبية للدكان ببعض الأطعمة اللتي حضرتها.  كان هذا أول مجيء لها منذ وفاة نعمان . لم يتحدث أحد ,ومَر الطعام بهدوء تام.

وبعد إنتهاء الطعام أسندت الخالة نبية ظهرها وتنفست نفساً عميقاً. بدأت في الحديث بالموضوع من الأطفال.  أه! يا صغاري المجتهدين الأوفياء , ليت معلمك كان معنا اليوم, ولكن ما من طريق لنعيده.

أنتما مثل أطفالي الحقيقين . لم يبق لي أحد سواكم منذ وفاة نعمان.  أتمني أن لا تتركوني.

كان معلمكم يدير هذا الدكان بشكل ممتاز منذ شبابه .

الان أريد ان يُمحي كل شيء ويزول .......

قاطع علي وعمر حديث خالتهم نبية , وقال كلاهما في ان واحد : سندير نحن المكان هنا . لقد تعلمنا الصنعة تماماً . بإمكانكِ الوثوق بنا.

كان هذا ما أرادت الخالة نبية سماعه . قامت والفرحة لا تسعها وقالت " حسناً, أوه حسناً , لقد إتفقنا . كنت أعلم أنكما لن تتركاني وحدي , ولكني اردت أن أسمع هذا منكما" .

كم هي غربية  هذة الحياة ؟!

يتألم الناس, يحزنون , يفقدون الامل , ولكنهم في النهاية ينحون الألم جانباً ويستطيعون التعلق بالحياة مفعمين بالامل.

مرت ثلاث سنوات . حل الخريف وكانت السماء تمطر خارجاً.

صاح علي : عمر, لقد شردت من جديد .......

أجل يا علي , لقد كنت أستمع إلي صوت المطر بالخارج , فهو يذكرني بذكرياتي و الكفاح اللذي عشته.  أنا ايضاً لا اعلم السبب ولكن هذا ما اشعر به .

عمر : علي , لدي خبر رائع لك.   قال علي : وما ذالك؟

لقد جاؤوا من دوغطاش .  إنهم يقدمون لنا عرضاً ممتازاً.  لقد سمعوا عن سُمعتِنا الحَسَنَة.  يريدن منا العمل في شركتهم رغم أن لديهم الكثير من المهندسين .

لم يظهر عمر أي رد فعل .   علي : ماذا بك , يبدو أنك لم تفرح.

رد عمر : لا يمكننا قبول عرضهم هذا . هل نسيت ؟ لقد قطعنا وعدنا لخالتنا نبية . لقد أوصلنا هذا الدكان إلي ما نحن عليه اليوم . نحن ندين بالفضل لخالتنا نبية . هي أيضا تكسب قوت يومها من هذا الدكان . علينا أن نكبر عملنا الخاص وليس عمل الاخرين.

توقف علي منتبهاً , فعمر علي حق.  لقد كانا يكسبان قوت يومهما  لسنوات من أبناء البلدة بعد كل شيء. أعطتعم الخالة نبية فرصة العمل في ورشة معلمهم بعد وفاته, حتي أنها قد إئتمنتهم علي كل ما تملك . كيف له أن يفكر بهذا ؟!

لقد كبر عمر في عين علي أكثر وأكثر . لديه صديق مخلص وطيب مثل عمر .

 إقترب من صديقه وقال : رفيقي العزيز , أيها الإنسان الجميل ! سـأكون معك لبقية حياتي . سأظل بجوارك مهما حدث ومهما تقول.

وتعانقا .... عانق كل منهما الاخر بشدة .....

 

أوغوز تشاي -  حسين ضراما -  هاكان شيران – فيردي كوتش

ترجمة فاطمة أحمد

fatmaahmadfa66@gmail.com

 

هذة الترجمة لغرض تدريبي ولا تهدف للربح بأي شكل من الأشكال

كل الحقوق محفوظة للمؤليفن


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البحث عن عمل - الجزء الأول

هل الفقر هو السبب ؟