هل الفقر هو السبب ؟


الفقر هو أساس كل المصائب !

هل تشعر أنك مقيد ؟هل تشعر بالإختناق ؟ هل تتفق مع هذة المقولة ؟

قد يحق القول بأن هذة المقولة  صائبة , أم يجب أن نقول " المال أساس كل المصائب"؟

قد يدعي البعض أم المال نقمة بقدر ما هو نعمة ولكني اختلف معهم كثيرا في هذا

فوجود المال خير من عدمه , كيف لك أن تعرف قيمة المال وأنت لا تملكه ؟

كيف لك أن تحظي بحرية الإختيار في الحياة ولا يوجد أمامك سوي خيار واحد " أن تحيا خاضعا للظروف مهما حاولت "

قد يلومونك ويتهمونك بالتكاسل , قد يعلق أحدهم ساخرا علي محنتك متهما إياك بأنك كسول أو ضعيف  الإرادة !

لكنهم لا يعلمون أنه في أغلب الاحيان يكون  الإنسان قد بذل جهداً لسنوات وسنوات دون أن يري أي أثر لمجهوداته بينما يري غيرة يسبقونه إلي الأحلام التي نسجها هو في خياله مذ كان طفلا صغيرا.

لا أريد أن اتطرق للناحية الدينية في هذا الأمر فجميعنا يعل عن الرضي بالقدر خيره وشره وأحسبنا جميعا هكذا.

لكن موضوع نقاشنا هو التعب النفسي الذي يمر به الشخص في عالمنا الحالي محاولا أن يعيش في رغد أو علي الأقل في المستوى المتوسط بدل من العيش يوما بيوم دون مساحة للحلم أو حتي التخطيط للمستقبل.

تريد مالاً ؟ عليك أن تعمل.

تريد عملاً؟أدرس واجتهد.

تريد الدراسة ؟عليك شراء الكتب والحاسوب اللذي سيتوف لك فيه المواد العلمية المختلفة.

هل طلبت من أسرتك رغم  ظروفهم السيئة؟ حسنا أدرس الان

هل درست وانهيت دراستك ؟ نعم أنا أبحث عن عمل

أوه , حقا ! لكن عليك أن تنضم لدورات الحاسوب واللغة الإنجليزية بالإضافة إلي دورات أخري في تخصصك.

 ماذا ؟ لا تملك المال؟

لماذا لا تطلب من والدك؟ إنه يرفض مساعدتي بعد أن تخرجت وينتظر مني أن أتوظف في أحدي الشركات الكبري! احتاج المال لكي أكون مؤهلا بإنضمامي للدورات المختلفة.

إذا تريد مالاً......

تريد مالاً ؟ عليك أن تعمل !!!!!!

وهكذا تستمر الدائرة بكل أسف 

كل شيء يؤول إلي نفس النتيجة , نتيجة تضر بالشباب وحديثي التخرج .

الك الواقع الذي يخشي الكثيرون الحديث عنه , يخشون أن يقعوا في موقف الخاسرين !

وفي حين أننا - وأقول نحن لأننا جميعاً نمر بنفس الموقف – نعاني من الضغط المحتمي ولا نجد طريقة

 للتخلص من هذا الضغط , لا نجد من يشاركنا هذة المعاناة رغم انهم كثيرون وهذا بسبب ترددهم في الحديث.

 

نعلم المشكلة ولكن ما مسبباتها ؟

قد يري البعض أن السبب الرئيس هو بالعامية المصرية : ناس كتير , شغل قليل .

بإختصار , البشر يعيشون حياة يقل فيها الإعتماد عليهم يوماً بعد يوم وفي المقابل يزيد الاعتماد في

الآلات والذكاء الإصطناعي وغيرهما مما يقل من دور البشر وبالتالي يقلل من الوظائف .

لم تعد الوظائف الشاغرة تكفي المتقدمين مما يؤدي إلي خسارة الكثير من المواهب.

دعونا لا نطل الحديث هنا .

لنعد إلي الفقر ,

هل نلقي اللوم في هذا علي كثرة التعداد السكاني أيضا ؟

الجواب هو نعم ولا ! قد يكون هو السبب في تفشي الفقر , قد تكون العوامل الجوية , قد تكون الأمراض والاوبئة , أو ظلم الشركات الكبير .... إلخ

ولنضرب المثال علي الأسرة الصغير ليكون أكثر وضوحا .

أنتم أسرة من 6 أفراد , والدك ووالدتك وو3 من أخوتك.

حسب المعتاد فالوالد  او الوالدة هما مصدر الدخل الرئيسي , أنت انهيت دراستك ومطالب منك إيجاد وظيفة , تجد امامك فرصة كبيرة للعمل في شركة جيدة ولكن كل شيئ إنهار في لحظة .

يجب عليك أن تكون حائزا علي شهادات تثبت مهاراتك – حتي وإن كنت بارعا بلا شهادة تثبت – من أين لك أن تحصل عليها ؟

لقد فقدت الوظيفة الان . هل ستذهب لتطلب من والك مالاً ؟

أشك في ذالك .

هل ستلوم الفقر علي فقدانك لتلك الفرصة الذهبية ؟

ربما!

ولكني متأكدة أنك  - حتي لو لم تلم الفقر-  ستكون نادما علي ما فاتك.

ليس هذا خطأك ليس خطأ والديك وليس خطأ الشركة اللتي تقدت لها !

-        إذاً من ألوم علي فقداني لهذة الفرصة وغيرها الكثير ؟

-        صديقي, نصيحتي لك هي أن اللوم يضيع من وقتك الكثير , لا أنكر أن حياتك تمر بمراحل صعبة ,

 أنت تمر بظلم كبير لا تستحقه ولكنك لا تستحق الإكتئاب أيضا .


إن كانت كل الظروف ضدك وإن كنت تري الفقر حاجزا لك في دراستك , عملك , مسكنك ,

 زواجك.... فأنا أتفق معك كثيرا في ذالك .

ولكني أختلف معك في أن اللوم قد يأخذ أكبر من حجمه , قد يسيطر عليك ويعيقك عن إكمال حلمك , وقد يعمي عينيك عن فرصتك الكبيرة اللتي لم تأت حتي الان لإنها بانتظار الوقت المناسب .

ذالك اليوم حين تري كيف تغير حالك , حين تري تغير كل شيء للأفضل رغم كل الظروف , حينها ستعلم .

ستعلم أن لوم الفقر كان ان يبعدك عن طريق حلمك بينما أنت علي وشك الوصول.

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البحث عن عمل - الجزء الأول